08 - 05 - 2025

وجهة نظرى| آمين

وجهة نظرى| آمين

نسمعها فتقشعر لها قلوبنا .. تندفع من النفوس المبتهلة المتضرعة الطامعة فى عفو الله وغفرانه ..مع كل صلاة تتردد .. يرتج لصداها المكان .. تقشعر لها الأبدان .. يتعاظم تبتلها فى الشهر الكريم .. فى صلاة التراويح خاصة .. تنطلق بقوة وخشوع ورغبة ملحة للفوز برضا الله .. وتصل لقمة خشوعها بينما تتردد فى البيت الحرام ومسجد رسول الله .. فيهما نكون أقرب للملائكة .. قائمين راكعين ساجدين بتضرعآآ  خاضع لعظمة الله متلهفا لنيل رحمته ..لأصوات إبتهالنا فى مساجد الله وقع خاص .. تشعر فيها بالقوة والمهابة والزهد والورع والتقوى .. حالة خاصة للأسف لاتدوم طويلا فبمجرد الإنتهاء من صلواتنا نهرع بسرعة للخارج ننسى توحدنا وتقاربنا وإنتظام صفوفنا .. تتلبسنا حالة من الفوضى والتناحر والتزاحم كأننا فى سباق يفوز من يخرج فيه أولا .. تتلاقى الوجوه عابسة فى الغالب فقليلا ماتلمح فيها بسمة تودد وعطف ورحمة ..لحظات فقط كانت تفصلنا ونحن على تلك الحالة الملائكية .. وكأن بإنتها صلواتنا يصيبنا الشيطان بمسه فيخرج أسوأ مافينا .. أو ربما كانت شياطيننا الإنسية الكامنة فينا إستنفرت من جديد لمواجهة الحياة الدنيا بما إعتادت عليه من شراسة وطمع وسحق الآخرين ..مابين تضرعنا وقوتنا وتوحدنا فى مساجد الله وبين حالنا خارج مساجده تكمن خطورة ماوصلنا إليه .. ومابين سلوكنا فى حضرة الله وبين تعاملنا فى حضرة شياطين الإنس يكمن ضعفنا .. بين أصواتنا الصادقة المتضرعة فى بيوت الله وبين كذبنا ونفاقنا وضعفنا وجشعنا خارجها تكمن أزمتنا .. هل أصبحنا فعلا كغثاء السيل كما وصفنا رسول الله !! هل هانت علينا أنفسنا فهنا على الآخرين ..هل أصبحنا اقرب للشياطين الخرس لانقوى على كلمة الحق ولانقف فى وجه حاكم ظالم ولاننتصر للضعيف ولاننصر المظلوم ولانقوى حتى للدفاع عن مقدساتنا وأرضنا ودمائنا !! نكتف بالدعاء على أعدائناآآ  نطلب من الله سحقهم وتدميرهم وفنائهم .. متناسين أن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم ..وأن نصره لايكون إلا للمؤمن القوى القادر على إنتزاع حقه المواجه لأعدائه القادر على رد الظلم وإعلاء كلمة العدل والحق والخير ..لا للمؤمن الضعيف الذى لايرتفع صوته عاليا إلا وهو يردد آمين ..

------------------------

المقال منشور في المشهد الأسبوعي (عدد29 -5 - 2018)
آ 

آ 

آ 

آ 

آ 

مقالات اخرى للكاتب

قانون الإيجار القديم .. لغم لا يحمد عقباه